ما بعد وباء كوفيد 19: أي عالم يمكن توقعه؟
كان من البديهي جدا أن يطلق وباء كورونا موجة واسعة النطاق من الجدل حول مستقبل العالم الحديث والمؤسسات والأنظمة التي ترتكز إليها المنظومة الدولية؛ ووقع هذا وأثره الإنساني والاجتماعي والاقتصادي على النظام الدولي ككل.
وبالتالي فإن هذا الارتباك الحاصل في العالم في ظل الجائحة يولد جملة من التساؤلات لا مفر منها في محاولة لبناء سيناريوهات مستقبلية تحاول رسم ملامح المستقبل، هذه الأسئلة تدور حول هل سيشهد العالم والنظام الدولي تغييرًا إلى الأفضل؟ أم أن البشرية ستعود إلى ما كانت عليه بعد انتهاء مخاوف الوباء؟ إلى أي حد يمكن للوباء أن يعيد تشكيل مؤسسة الدولة: علاقة الدولة بشعبها، وعلاقاتها ببعضها البعض؟ وما النمط الاقتصادي الذي يمكن أن يؤسِّس له الوباء، الذي لم يعد ثمة شك في أنه يجر العالم إلى كساد اقتصادي ثقيل الوطأة؟ ما مصير العلاقات المعولمة التي أخذت في التجلي بصورة متسارعة منذ تسعينات القرن الماضي: أليس الوباء نفسه شاهدًا مأساويًّا على وحدة العالم والمساواة بين شعوبه؟
الورقة المقترحة عن مركز الجزيرة للدراسات تتعرض لبعض القضايا الكبرى التي تحتل صفحات الجدل حول عالم ما بعد الوباء، والتي تتمحور حول مالأت الاقتصاد العالمي ومصير العولمة الحالية كما تذهب نحو طرح السؤال حول السيناريوهات المستقبلية لعلاقة الدول بشعوبها ، وتتجه أيضا نحو محاولة استقراء ما بات معروفًا وما لم يزل غير معروف عن اتجاه الوباء، وعلاقته بالسير المستقبلي لدول العالم.
المرصد المغربي للمشاركة السياسية.