ما القوة الحيوية؟ كورونا واختبار المفهوم التقليدي لقوة الدولة
في ظرف قياسي، غير فيروس “كورونا” الكثير من عادات الناس وسلوكهم ودفعهم لإعادة النظر في أشكال تواصلهم وأنماط روابطهم الاجتماعية. فالثورة التي عرفها مجال الاتصال بدعم من الإنجازات التكنولوجيا ، والتي كيَّفت بدرجة متزايدة حركة العولمة ومساراتها في السنوات الأخيرة، تخضع هذه الأيام لاختبارات صعبة، سيُعاد بمقتضاها النظر في مجموعة من القيم والتصورات من قبيل الوصل والفصل والقرب والبعد والفرد والجماعة والعام والخاص والحرية والانضباط.
وعلى صعيد العلاقات الدولية، اندفعت الغالبية العظمى من دول العالم لاتخاذ إجراءات متسارعة تتعلق بحدودها وسيادتها وأمنها القومي، في ظل هشاشة النظم الإقليمية والدولية القائمة على مفاهيم ومقولات، أصبحت هي أيضا محل تساؤل عميق، فمقولة المجتمع الدولي وما أفرزته على مدى العقود الماضية من معاهدات وتحالفات وتكتلات وتجمعات ومنظمات للتعاون والشراكة، كل ذلك ستقع مراجعته وسيفقد صلابته التي كان العالم يعرفها ويسلِّم بها في السابق.
تراجع هذه الورقة، من بين تلك المفاهيم، مفهوم قوة الدولة في ضوء التغييرات الجارية، التي فرضها انتشار كورونا (كوفيد – 19) منذ ظهوره في مدينة ووهان الصينية خلال النصف الثاني من دجنبر2019، والتي وضعت العالم بأسره في حرب غير متكافئة مع عدو غير تقليدي. كما تطرح السؤال حول ما القوة في سياق المواجهة الكونية الدائرة مع كورونا؟ وما مقومات النصر والهزيمة في هذه الحرب؟
المرصد المغربي للمشاركة السياسية.