ماذا سيربح المغرب من تمديد فترة الإغلاق الليلي؟
ضحى أمين
انتقادات واسعة طالت الحكومة ومعها السلطات المختصة لما يزيد عن السنة من حظر التنقل الليلي، الذي أقرته الجهات المعنية بداية من الساعة التاسعة مساءً وإلى غاية السادسة صباحاً، قبل أن تتحول للثامنة إلى السادس، خلال شهر رمضان الماضي.
حظر التنقل أثار الكثير من التساؤلات حول تفشي فيروس كورونا ما بعد الثامنة، وهي التساؤلات التي أربكت حكومة سعد الدين العثماني، ومعها أعضاء في لجنة اليقظة، قبل أن تقرر تقليص عدد ساعات الحظر لاحقاً، لتصبح من الحادية عشر ليلاً إلى غاية الرابعة والنصف صباحاً.
وبالرغم من هذا القرار، الذي رحب به العديد من المهنيين، إلا أن التساؤلات بخصوص مدى نجاعة الحظر الليلي في أصله، وماذا سيربح المغرب من هذا القرار.
يرى جواد الشفدي رئيس المرصد المغربي للمشاركة السياسية، أن قرار تمديد فترة الإغلاق الليلي حتى الساعة 23:00 الذي عرفته بلادنا خلال هاته الأيام، يدخل في التوجه العام للدولة المغربية والذي يرمي الى العودة ببطء وبحذر للحياة العادية، لتحريك عجلة الاقتصاد وتجنب أي تشنج اجتماعي بفعل فقدان فئة كبيرة من المغاربة لمصادر رزقهم بفعل الجائحة. وسيكون لهذا القرار العديد من الإيجابيات على المستوى الاقتصادي والاجتماعي وبدرجة أقل على المستوى السياسي.
وأضاف الشفدي في حديث لموقع “بناصا”أن هنالك “عدة قطاعات اقتصادية (وخصوصا الفنادق والمقاهي والمطاعم) عرفت جمودا منذ مدة ليست بالقصيرة، بل إغلاقا تاما خلال شهر رمضان، مما نتج عنه فقدان العديد من المواطنات والمواطنين لمصدر قوتهم. وبالتالي فما قامت به السلطات المغربية من تأخير لوقت الإغلاق من شأنه إعادة الحيوية لهاته القطاعات وما سيتبعها من تخفيف للاحتقان الاجتماعي بفعل عودة المواطنات والمواطنين لمناصب شغلهم”.
رئيس المرصد المغربي للمشاركة السياسية، أوضح أيضا أن هناك فئة كبيرة من المواطنين المشتغلين في القطاع غير المنظم، والذين لم يستفيدوا من نظام المساعدات التي أقرتها مؤخرا الحكومة، والذين سيعودون أيضا لمزاولة مهنهم مع تأخير ساعات الإغلاق.
وفي ختام كلامه، أشار المتحدث نفسه إلى أنه “على المستوى السياسي يعرف المغرب سنة انتخابية بامتياز، وتأخير ساعات الاغلاق سيعيد الحياة للمقرات الحزبية، وقد نشاهد تحركات للأحزاب السياسية بتنظيم أنشطة ولو بعدد محدود من المستفيدين”، على حد تعبيره.
في سياق متصل أكد عبد اللطيف الحاجي وهو عضو مركز الدراسات والأبحاث الإنسانية -مدى، أن الحديث عن الربح الاجتماعي من تمديد فترة الإغلاق مرتبط بالربح الاقتصادي، فإذا كنا قد خسرنا اقتصاديا الكثير من خلال قرار الاغلاق الليلي في شهر رمضان، فطبعا التمديد بعد رمضان سيكون فرصة لمحاولة تعويض الخسائر التي كانت لها أثار اجتماعية وخيمة.
الحاجي أوضح في تصريحه لـ”بناصا” أن الحديث اليوم جرنا الى تقليص حجم الخسائر فقط، سواء على المستوى الاقتصادي، الاجتماعي وحتى النفسي، وبالتالي يمكن القول إن الفترة التي كانت فيها الخسارة الاجتماعية مضاعفة تتمثل في شهر رمضان، الذي لا يتلخص فقط في طقوسه الدينية، وإنما في الطقوس الاجتماعية المرتبطة به، وفقا لتعبيره.
عضو مركز الدراسات والأبحاث الإنسانية -مدى أضاف في التصريح نفسه، أن الربح الاجتماعي من هذا التمديد، يمكن تلخيصه في الإشارة إلى ربح هامش تقليص الخسارة، مضيفا “أننا مقبلون على فترة صيفية، وعطل مدرسية، لو استمر الإغلاق في ظلها فإننا سنكون أمام أزمات مركبة، نفسية واجتماعية… لقد أثرت جائحة كورونا في المجمل على الأنماط الاجتماعية، غير أنه إذا كان المهيمن في بداية الجائحة هو الذعر ومحاولة التزام بالإجراءات رغم صرامتها، إلا أن استمرار الحظر الجزئي، أصبح يثير قلقا وسخطا شعبيا، لأن أنماطنا الاجتماعية قائمة على التواصل والتفاعل وتبادل الزيارات العائلية وإقامة الحفلات والمناسبات”، على حد قوله.
المتحدث نفسه ختم حديث للموقع بالتأكيد على أن “تمديد الإغلاق الليلي صوحب بترحاب كبير من طرف المواطنات والمواطنين، وخفف من حدة الغضب والاستياء”.