شبكات التواصل الاجتماعي والرقابة على المحتوى

يعتبر الفيسبوك، أكثر شبكات التواصل الاجتماعي تصدرا لواجهات جل المواقع المماثلة الأخرى؛ وذلك لاعتباره أكثر فضاءات الويب، التي تضم مليارات الناس، المتموقعين فيها ضمن شبكات من الأصدقاء الذين ينشرون جميع أشكال المعرفة، باختلاف تمثلاتها ابتداء من النص، وصولا إلى الصورة ووسائط الفيديو، وفي كافة مستويات التواصل الإنساني الذاتي والثقافي. وبالنظر لهذه الاهمية يطرح إشكال يتمحور حول شبكات التواصل الاجتماعي والرقابة على المحتوى.
وقد بدأ الفيسبوك، كموقع يقدم خدمات التعريف بين الأشخاص، إلى أن أصبح موقع يسمح بإدراج مجموعة من الوسائط الجديدة التي تهتم بالضرورة بالمحتويات الإعلامية؛ الشيء الذي فرض على إدارة الموقع، وضع مجموعة من الضوابط الرقابية لأجل حمايته وكذلك تحمل كافة التبعات الأخلاقية والقانونية الناتجة عن المنشورات وما يصاحبها من تجاوزات.
وفي هذا السياق، تطرح الدراسة المعروضة، سؤالا إشكاليا حول ما المدى الذي تستطيع فيه شبكة الفيسبوك وغيرها من شبكات مواقع التواصل الاجتماعي الاستمرار في إضفاء صفة الحرية في التعبير من خلال نشر المحتويات الإعلامية داخل إطار يمكن الحكومات من الهيمنة على المحتوى الإعلامي الذي قد يشكل بالنسبة لها تهديدا يقتضي منها السعي وراء سلبها قدراتها التواصلية التي جعلت منها اكبر الوسائل التواصلية والإعلامية الأكثر خطرا وسرعة في الانتشار.
تقدم لنا هذه الورقة ملخصا لدراسة موسعة نشرت في العدد الخامس من مجلة باب والتي تصدر عن مركز الجزيرة للدراسات والتي تحاول معالجة إشكالية استمرار شبكات التواصل الاجتماعي في توفير فضاء رحب لممارسة حرية التعبير.
المرصد المغربي للمشاركة السياسية.