المرصد في الإعلام

جدلية “تجديد النخب السياسية” في المغرب

جدلية “تجديد النخب السياسية” في المغرب

نوفل الشرقاوي

تدرس مجموعة من الشباب، المنتمين إلى الأحزاب السياسية المغربية، جدلية “ضرورة تجديد النخب السياسية في المغرب”، والتي تُطرح عشية كل انتخابات، وذلك خلال ندوة عقدها “المرصد المغربي للمشاركة السياسية” في الرباط، عنوانها “قيادات الأحزاب السياسية بين الشرعية التاريخية وحتمية تجديد النخب”.

اعتبر مصطفى بايتاس، عضو المكتب السياسي لحزب “التجمع الوطني للأحرار”، أن “أبرز المشاكل الأساسية في المشهد السياسي المغربي هي إشكالية النخب، وأن تجديد تلك النخب ليس مرتبطاً بالسن”، وأضاف “ليس هناك من يمتلك الحل وحده، بل يجب أن نعمل جميعاً، وأن الافتراضات بأن الشباب لا يستطيعون القيام ببعض المهام الكبيرة أمر خاطئ”.

عنصر الشباب

اعتبرت أمينة ماء العينين، القيادية في حزب “العدالة والتنمية”، أن “مشكلة الانفتاح على الطاقات الشابة تشمل المجالات كافة، وليس السياسة فقط”، وأضافت “في كل المواقع، هناك أزمة على مستوى العقل الجماعي، في وجود عنصر الشباب، مقارنة مع الدول التي نجد فيها شباباً يستلمون مناصب عالية، من وزراء ورؤساء دول، لقد انعكست هذه المشكلة على الأحزاب السياسية، علماً أن هذه المشكلة سببها الأساسي هو النظام التعليمي، الذي يلقّن الأشخاص أن يكونوا نُسخاً، فتصبح هذه التعاليم أسلوب حياة. المشكلة ليست في النخب التقليدية التي تتشبث بمواقعها، بل في الشباب الذين يستحضرون دائماً الشرعية التاريخية للمؤسسين، ثم شرعية المال والسلطة.

الكثير من الشباب اليوم ينخرطون، بقوة القانون، داخل هيئات الأحزاب، بالتالي المشكلة ليست في وجود الشباب عددياً، وإنما في مستوى تأثير هؤلاء”.

وتابعت “هناك استهداف للأحزاب السياسية من الداخل، أكثر من الخارج، إن أمر تجديد النخب مرتبط بالضرورة بفتح المجال أكثر للشباب”.

براغماتية سياسية

اعتبر خالد أشيبان، عضو المجلس الوطني لحزب “الأصالة والمعاصرة”، أن “معضلة تجديد النخب ليس بالأمر الجديد، فهو يُطرح بشكل موسمي، مع اقتراب الانتخابات”، ويقول إن “تجديد النخب ليس بالضرورة مرتبطاً بالشباب، فمن يستحق المكان المناسب هو الذي يجب أن يكون فيه، وبذلك يستطع إعطاء قيمة مضافة، الأمر مرتبط بمجموعة من العوامل، منها ما هو حزبي، كون الأحزاب أصبحت تحت سلطة الضغط الانتخابي، ولم يعد دور الفاعل السياسي كبيراً داخل الأحزاب. فعند اقتراب الانتخابات تصبح تلك الأحزاب براغماتية وتعطي الأولوية للصوت الانتخابي الذي يضمن له المقعد، لأن هناك أشخاصاً أكفاء لو مُنحت لهم تزكية الحزب، فلن يجلبوا أصواتاً”.

فيما رأت رقية أشمال، الناشطة في المجتمع المدني، أن “الأحزاب تمارس دورها حسب درجة حرارة الديمقراطية الموجودة في البلد”، وقالت “نطالب اليوم الأحزاب بأداء أدوارها بعيداً من التراتبية والتصنيف، إن تجديد النخب أمر مرتبط بالتداول، ولا بد من وجود معايير أخرى، إضافة إلى القيم الإنتاجية”.

المصدر: أندبندت بالعربية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى