المرأة المغاربية بين مساعي التمكين وإكراهات الواقع
تشكل المرأة في العالم ككل وفي المغرب العربي خاصة عنصرا فاعلا وجوهريا في مسلسل تحقيق التنمية؛ وتبقى مسألة السعي نحو الحفاظ على المكتسبات التي حققتها الحركات النسائية إلى حد اليوم من المساعي الرئيسة للفاعلين والمهتمين بهذا الشأن، وذلك عبر طرح إشكالية المرأة المغاربية بين مساعي التمكين وإكراهات الواقع التي تستدعي تظافر الجهود لمواجهتها وإرادة حقيقية لتحقيق هذا التمكين الفعلي.
بهذا فإنه وبالرغم من تشابه السمات العامة التي تؤثث واقع المرأة المغاربية؛ والتي تتمثل في تقارب نسب الحضور النسائي في المشهد السياسي والاقتصادي والثقافي، يبقى استحضار عنصر خصوصية كل بلد أحد أهم التفاصيل التي تساهم بشكل مباشر في تكوين العوامل المؤسسة للنهوض بأوضاع النساء في كل بلد.
وفي خضم التحولات الاجتماعية والثقافية التي عرفتها المنطقة في العقود الأخيرة، يمكن القول أن دول المغرب العربي راكمت مسارا حقوقيا وتشريعيا ساعد في تحسين وضعية المرأة، من هذا المنطلق يتناول هذا المؤلف عن مركز تكامل للدراسات والأبحاث؛ إشكالية معالجة قضية المرأة المغاربية عبر دراستها انطلاقا من أبعاد مختلفة ووفق مقاربات عديدة.
انطلقت الورقة من المقاربة الفكرية وذلك عبر بحث موقع المرأة في التصورات النظرية للنخب المغاربية، كما طرحت المقاربة القانونية والتي يدرس بها المؤلف الصورة التي تشكلها الوثائق الدستورية والنصوص القانونية عن المرأة في الدول المغاربية، بالإضافة إلى المقاربة الحقوقية من خلال رصد مدى تمتع المرأة المغاربية بحقها في المشاركة السياسية وتفعيل قوتها الاقتراحية ومدى فعالية دورها في قيادة المجتمع المدني نحو المزيد من المكتسبات المدنية والحقوقية التي تصون كرامتها ومكانتها الاجتماعية.
المرصد المغربي للمشاركة السياسية.