الصحافة بين الأخبار الزائفة والتضليل
أصبح الإعلام نافذة مفتوحةً للجميع، ووسيلةً فاعلةً قادرة على كسر جدار الصمت والتأثير بالرأي العام وتوجيه الأحداث بشكلٍ جذري، وربما تغيير الثقافة المجتمعية والفكرية، ذلك أن الصحافة ووسائل الإعلام تحظى بسلطةٍ افتراضية غير رسمية، قادرةٍ على التدخّل في خط أعمال السلطات الثلاث لمراقبة أدائهاوهذا الاهتمام يطرح أيضا إشكالية أخرى هي وضعية الصحافة بين الأخبار الزائفة والتضليل .
وبالتالي فإن وسائل الإعلام على اختلاف أنواعها، تأخذ على عاتقها مهمّةَ النهوض بالمجتمع، من خلال ما تُثيره من أخبار وحقائق، وما تنبّه إليه من أخطاء، إثر مراقبتها الدقيقة والمتواصلة لأداء السلطات الرسمية وتصحيح مسارها مما يطرح ضرورة مواجهة الأخبار الزائفة والمضللة التي من شأنها المساس بمكانة السلطة الرابعة .
الورقة المقترحة عبارة عن دليل إرشادي تتدارس وضعية الصحافة بين الأخبار الزائفة والتضليل . والذي تم تصميمه ليكون مقرراً نموذجياً يزود المدرسين والمدربين في مجال الصحافة، جنباً إلى جنب مع طلاب الصحافة،عبر وضعه لإطار ودروس تساعدهم في استكشاف المشكلات المرتبطة بالأخبار الزائفة ،ويجمع الدليل مداخلات ساهم بها كبار المدرسين والباحثين والمفكرين في مجال الصحافة الدولية بهدف المساعدة على تحديث الصحافة أسلوباً وممارسة للتعامل مع تحديات المعلومات الخاطئة والمضللة .
كما تجدر الإشارة إلى أن هذا المرجع ، الممول من برنامج اليونسكو الدولي لتنمية الاتصال (IPDC)، يوفر رؤية فريدة وشاملة للديناميات المختلفة لقضية التضليل، إلى جانب بناء المهارات العملية التي تشجع على الأداء الأمثل في محاولة الوصول إلى الرقابة الذاتية من قبل الصحفيين، كبديل لتجنب المخاطر المتمثلة في وجود تدخل حكومي للتعامل مع المشكلات المتصورة في عالم حرية التعبير .
المرصد المغربي للمشاركة السياسية .