الشباب المغربي و طرق المشاركة في الحياة السياسية
في إطار مشروع POWER2YOUTH و بدعم من من البرنامج الإطاري السابع للإتحاد الأوروبي للبحوث والتطوير التكنولوجي والبيان العملي, قامت الدكتورة سلوى زرهون; أستاذة بجامعة محمد الخامس بالرباط و نائبة العميد المكلفة بالبحث العلمي و التعاون بإعداد ورقة بحثية باللغة الإنجليزية حول مستوى و أساليب مشاركة الشباب المغربي في الحياة السياسية.
و تشير الكاتبة أن البحوث المتعلقة بمشاركة الشباب في المغرب لا تقدم أجوبة مرضية فيما يتعلق بماهية العوامل التي تحدد ‘مشاركة الشباب’ و ‘عدم المشاركة’ و أن معظم الدراسات تركز فقط على العوامل الفردية مثل السن و مستوى التعليم و الدخل الفردي و المصلحة السياسية. فيما تبذل جهود ضئيلة لإكتشاف أثر العوامل السياقية مثل طبيعة السلطة السياسية والكيفية التي يمكن ان يؤثر بها تركيز السلطة على درجة مشاركة الشباب.
كما شددت أن الفهم الأفضل لمشاركة الشباب من عدمها في المغرب يتطلب منا أن نأخد على محمل الجد المنظور السياقي, لذا فالعوامل مثل التعليم و نوع الجنس و المعرفة السياسية هي عوامل مهمة لكنها تظل غير كافية لتمحيص التعقيدات التي تكتنف مشاركة الشباب. وأن مركزية السلطة ، والنخبة السياسية التي فقدت مصداقيتها ، والتصميم المؤسسي ، كلها عوامل هامة لمراعاة طبيعة المشاركة السياسية وقرار المشاركة أو عدمه.
و تبين النتائج الإستقصائية الكمية أن العديد من الشباب مسيسون و لا يزالون مهتمين بالسياسة و مطلعين عليها, لكنها أقل نشاطا في الأحزاب السياسية و النقابات العمالية, و يفضل العديد منهم النشاط من خلال وسائل المشاركة غير الرسمية كالإحتجاجات و التعبير عبر مواقع التواصل الإجتماعي. غير أن أكثر من نصف المجيبين لا يهتمون بالسياسة و لا يشاركون في أي شكل من أشكال المشاركة.
استنادا إلى هذه النتائج, خلصت الباحثة إلى أن تدني مستوى مشاركة الشباب بالمغرب له علاقة بانعدام الثقة في المؤسسات السياسية أكثر من عدم الثقة في المؤسسات الديمقراطية كوسيلة للحكم. معظم الشباب يؤمنون بمؤسساتهم. و مع ذلك، فإن تجارب الإقصاء والتهميش السياسيين التي يواجهها الشباب هي التي تساهم في خلق عقبات ومثبطات في وجه مشاركتهم السياسية .
المرصد المغربي للمشاركة السياسية