الشباب الإفريقي: أي سياسات حكومية ومحلية؟
شارك عضو اللجنة العلمية بالمرصد المغربي للمشاركة السياسية السيد ياسين أمناي، في فعاليات المنتدى الدولي الأول في موضوع:” الشباب الإفريقي: أي سياسات حكومية ومحلية؟” وذلك أيام 26/27/28 بالغرفة الفلاحية لجهة سوس ماسة بأكادير.
وعرف المنتدى حضور الوزراء، المنتخبون والمجتمع المدني لدول من القارة الأفريقية (المغرب، النجير، موريتانيا، مالي، السنغال، غنيا, بوركينافاسو، ساحل العاج، الكونغو برازفيل، الكاميرون، التشاد، الطوغو والغابون)ومن خارج القارة الأفريقية فرنسا.
المنتدى الدولي أتاح الفرصة لمختلف المتدخلين في السياسات الشبابية حكوميا ومحليا ومجتمعا مدنيا من خلال الموائد المستديرة والورشات المبرمجة، لفتح النقاش حول الشباب وانشغالاته وتبادل الخبرات وتقاسمها.
وعلى هامش هذا النشاط الدولي، شارك الباحث في علم النفس الاجتماعي ياسين أمناي عن المرصد المغربي للمشاركة السياسية في البرنامج الإذاعي المباشر” ملف الأسبوع” الذي تبثه إذاعة أكادير الجهوية حول موضوع الشباب والمشاركة السياسية، حيث ركز عضو المرصد على أهمية المشاركة السياسية الرسمية للشباب وذلك بالإنخراط في الأحزاب السياسية في ظل عزوف الشباب في هذا الجانب بالتحديد.
كما سجل الباحث الحضور القوي للمشاركة السياسية غير الرسمية عند الشباب خصوصا في السلوكات الاحتجاجية كالتنسيقيات ( أساتذة التعاقد، طلبة الطب) وجماهير الألتراس، كلها تعتبر مشاركة سياسية غير رسمية يضيف الباحث.
وأضاف ياسين أمناي بأن هذا الإطار الجديد الذي أصبح يجمع الشباب من أجل المطالبة بالحقوق يعبر عن غياب الأطر القديمة المتمثلة في النقابات و الأحزاب السياسية.
من جهة أخرى يرى المتحدث بأنه يجب تغيير الصور النمطية حول فئة الشباب التي تعمل على إقصائهم من المشاركة السياسية الرسمية بدعوى غياب الخبرة و النظرة الإنتقاصية، كما أكد على أن الشباب قوة اقتراحية وهي جزء من الحل و ليست مشكل.
وزاد الباحث في علم النفس السياسي بأن الشباب المغربي تراكمت عليه مجموعة من الإحباطات النفسية في علاقته بالمجال السياسي، فمن ناحية العمر الزمني هم شباب لكن نفسيا يعيشون مرحلة الشيخوخة التي تتميز باليأس .
وختم عضو اللجنة العلمية بالمرصد الباحث ياسين أمناي مداخلته بأنه هناك ثلاث مستويات يجب التركيز عليها؛ الأول يتعلق بالثقافة داخل المجتمع المغربي، حيث يوجد فئتين فقط هما الصغار والكبار، ولا يوجد مفهوم الشباب بل يتم إداخله داخل فئة الصغار، مع ضرورة العمل على تغيير الموروث الثقافي الذي يعتبر الشباب فئة صغيرة و ليست لديها تجربة في صنع القرار السياسي.
أما المستوى الثاني الذي تطرق له الباحث يتعلق باتجاهات الزعماء السياسيين نحو فئة الشباب التي ينظر إليها على أنها فئة مفعول بها و يجب أن تشتغل بالإملاءات و الأوامر، اذ لا يقدمون لهم الفرصة كي تكون فئة فاعلة مفكرة وقوة اقتراحية، والمستوى الثالث متعلق بالشباب أنفسهم، فالشباب اليوم تقبل الصورة التي يتم ترويجها بخصوصهم كفئة وأصبحت تعيق مشاركته، هذا الجانب يتمثل في فقدان الثقة بالنفس وفيه نوع من الإستيلاب يضيف الباحث.