التحولات الجيوسياسية لفيروس كورونا وتآكل النيوليبرالية – (الجزء 1)

يعرف المنتظم الدولي مجموعة من التأثيرات الناتجة عن فيروس كورونا ، بحيث لم تتوقف التداعيات التي خلفتها هذه الجائحة عند الخط الصحي بل تجاوزته للوصول إلى الأبعاد الاقتصادية والسياسية ، الأمر الذي خلق توجهات جديدة للعلاقات الدولية
تتناول هذه الورقة، وهي في جزأين، ما اعتبره تداخل ثلاثية تحولات رئيسية فيما بينها: أولا تحديد سياق انتشار الوباء بين نهاية ديسمبر 2019 والعشرين من مارس 2020، ثم ثانيا ارتباط أو تزامن انتشاره عالميًّا مع عدم استقرار أسواق المال العالمية والانخفاض المفاجئ في أسعار النفط في منتصف مارس ، حيث انخفض خام برنت بنسبة 12.2 في المائة، أو 4.15 دولار وتم تداوله بسعر 29.68 دولار، وهو أدنى مستوى له منذ يناير 2016، لينتقل في مرحلة ثالثة إلى رسم القلق بشأن مستقبل الرأسمالية النيوليبرالية.
تبحث الورقة المقترحة في هذا الجزء الأول في عدد من الثنائيات التي يتم تداولها الآن في المجال العام في جميع أنحاء العالم: هل فيروس كورونا وباء “من صنع الطبيعة” أو “من صنع الإنسان”؟ كيف يمكن للبحث العلمي فرز الحقيقة من الافتراضات المختلفة القائمة على “نظرية المؤامرة” حول السببية “المتعمدة” أو “التلاعب” المحتمل بالفيروس في السياسة الدولية؟ ثمة سؤال أساسي آخر يظل مفتوحًا حول ما إذا كان المجتمع الدولي ونظام الأمم المتحدة والقانون الدولي الإنساني بأكملهم قد فكَّروا في أي توازن ممكن بين الردع النووي والتسلح، اللذين يتم السعي إليهما بشدة، والردع الوبائي أو الحد الأدنى من إستراتيجية الأمن البيولوجي. تتناول الورقة أيضًا اتجاهًا جديدًا للتوظيف الانتخابي من قبل الرئيس ترامب للوباء أو (Trumpian electioneering)، وسعيه لشراء واحتكار لقاح مضاد لفيروس كورونا تنكب على تطويره حاليًّا شركة أدوية في ألمانيا.
المرصد المغربي للمشاركة السياسية.