إستراتيجية المغرب في مواجهة وباء كوفيد-19
حتى لو كان من السابق لأوانه تقييم الدروس التي تعلمها المغرب من أزمة جائحة وباء كورونا إلا أنه لا يمكن تجاوز نقاط القوة التي أبان عليها في هذه المرحلة ، إذ يحسب للمملكة أنها بدأت التعبئة ضد فيروس كورونا بشكل مبكر بحلول منتصف مارس، عندما بدأ الإبلاغ عن الحالات المحلية الأولى للفيروس ،ذلك أن الحكومة بدأت بالفعل في اتخاذ إجراءات لإغلاق الشركات والمؤسسات في جميع أنحاء البلاد وتفضيلا لصحة المواطن على الاقتصاد بنهج استراتيجية مشددة لمواجهة وباء كورونا.
وبحلول أواخر مارس، توسعت تلك الجهود لتشمل خطة “حكومية شاملة” للتغلب على المرض، مما استتبعه استثمارات كبيرة في قطاع الرعاية الصحية في البلاد، ورصد مكثف للأفراد المصابين بالمرض، وإنتاج رزمة من التشريعات الني تأطر وتقنن حالة الطوارئ إضافة إلى دعم الفئات الهشة المتضررة لمكافحة الوباء.
في نفس السياق فقد سـاعدت مبـادرات المؤسسـات العامـة والقطـاع الخـاص وأعضـاء المجتمـع المدنـي حتـى الآن علـى الحـد مـن أضـرار الوبـاء على جميع الأصعدة، والوصول إلى نتائج تعتبر إيجابية خصوصـا بالنظـر إلـى المـوارد المحـدودة والموزعـة بشـكل متفـاوت علـى مسـتوى التـراب الوطنـي.
الورقة المقترحة مقدمة من طرف مركز الدراسات من أجل الجنوب الجديد تطرح مسار المغرب خلال هذه المرحلة الاستثنائية ؛ إذ قام بنهج إستراتيجية مشددة لمواجهة وباء كورونا ، وترتب أولوياته خلال هذه المرحلة بصيغة مفصلة وشاملة ؛ بحيث تقوم بقراءة وتقديم خطــة العمــل التــي تــم وضعهــا فــي مواجهــة جائحــة كوفيــد 19 والتي تتمركز حــول ثلاث طرف ــة محــاور: الصحـة والاقتصاد والنظـام الاجتماعي. وفـي كل مجـال مـن هـذه المجالات، تذهب الورقة إلى سرد مجموع الخطوات التي تم اتخاذها سواء على المستوى المؤسساتي أو المادي كما تشير الورقة إلى التأثيرات الممكنة لوباء كورونا على الاقتصاد المغربي وذلك للارتباط الحاصل بين السياسة النقدية الوطنية والدولية وطرح ضرورة توجه المغرب نحو استخلاص الدروس من الأزمة الحالية ، والتفكير في ضرورة تطوير الخبرات الوطنية في مجال إدارة الأزمات وإدارة الكوارث.
المرصد المغربي للمشاركة السياسية.